لا لشيء سوى لكونه منتخب كان مرشحا بقوة لنيل اللقب وكان في نظر الكثيرين الأفضل والأقوى على الاطلاق.
وحتى وإن كان المنتخب الفرنسي قوي فعلا وقد يكون الأقوى على الورق حتى وإن غادر البطولة مبكرا، إلا أن هناك ما يفسر هذا الإقصاء بما أنه المنتخب الوحيد الذي أفرط في الثقة بقدراته والمنتخب الذي لم يظهر لاعبوه احتراما كبيرا للمنافسين بما في ذلك سويسرا مهندس هذه المفاجأة الكبيرة، كما أن الافراط في الثقة وتقليل الاحترام للمنافسين لم يقتصر فقط على اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني بل امتد لجميع الفرنسيين جماهير ومحللين ممن اعتبروا العقبة السويسرية سهلة المرور وأن ما يفصل الديكة عن مواجهة بلجيكا أو إيطاليا في نصف النهائي سوى مياراتين في المتناول.
فرنسا لم تتعلم من الدرس في المباراة ذاتها أمام سويسرا، فتقدم السويسريين في البداية لم يكف أشبال ديشان لتسيير تقدمهم فيما بعد بأحسن طريقة وعادوا للتسلح بغرورهم في آخر دقائق اللقاء وهو ما كلفهم تعادلا أخذهم إلى معركة الشوطيين الإضافيين ومن ثم إلى جحيم ركلات الترجيح الذي انتهى بالنسبة لهم بأسوأ طريقة ممكنة.
الآن فقط، وبعد فوات الآوان، يمكن للفرنسيين أن يستوعبوا ما حدث وأن يتأكدوا أن في كرة القدم لا شيء مؤكد قبل الصافرة النهائية للحكم، وأن الأفضلية على الورق لا تعني شيئا أمام واقعية الميدان، كما أن ما حدث لا يمكن بأي حال من الأحوال إنقاص أحقية سويسرا بالتأهل إلى ربع النهائي، بل أن أشبال بيتكوفيتش أثبتوا أنهم كانوا أفضل من الديكة وأن المنتخب الفرنسي لم يكن يستحق إطلاقا التأهل بالنظر لما حدث خلال مجريات المباراة.
كلمات دلالية :
الهداق الدولي