أطلق عشرات الشباب المغتربين بألمانيا رسائل استغاثة، بعدما باتوا يعانون من مطاردات يومية، وتعنيف من طرف الشرطة الألمانية التي شرعت في ملاحقة المهاجرين، حيث سجّلوا مقطع فيديو لـ6 دقائق خصوا به "الشروق".
أظهر المقطع 4 شبان يمشون في شوارع شتوتغارت، وهم في حالة هلع وذعر، بعد مداهمة رجال الأمن مساكن كانوا يعيشون فيها منذ وصولهم إلى ألمانيا قدوما من الجزائر، حيث شكوا المعاملة السيئة لرجال الشرطة الذين أرغموا الشباب على الهروب بثياب النوم، حفاة يركضون في شوارع ألمانيا الباردة ويدوسون بأقدامهم الحافية الثلوج التي تهاطلت منذ مطلع الأسبوع .
وفي حديثهم لـ"الشروق"، قال أحدهم: "نحن نمثل شباب الجزائر الذي سئم من الأوضاع المعيشية المتردية، ولم يكن أمامنا سوى تجريب فرصة الهجرة السرية بواسطة قوارب الموت، وصلنا إلى إسبانيا قبل سنتين، بعدها تحولنا إلى بلجيكا منها مباشرة وطاب بنا المقام بألمانيا، تحصلنا على حقوق اللاجئين كاملة، كنا نعيش في أمان خاصة بعد حصولنا على فرص العمل والسكن، على أمل أن تسوى وضعيتنا القانونية، لكن بعد أن حضر رئيس الحكومة سلال إلى ألمانيا تغيرت الأوضاع، ونلنا ما نلنا من مطاردات الشرطة ليل نهار، وصرنا نفترش الأرصفة في هذه الأيام الباردة خشية إلقاء القبض علينا وتحويلنا إلى الجزائر التي لم نجد فيها أي فرصة للحياة الطموحة ونداؤنا الوحيد من سلطات بلادنا دعونا نجرب فرصتنا في بناء مستقبل جديد، الجزائر بلادنا التي نعشقها ولكن حان الوقت لطلب الرزق خارجها فرجاء اتركونا وشأننا".
كما أكد في السياق ذاته، شاب آخر قدم من ولاية تيارت أن هناك العديد من أصدقائهم من أصيبوا بكسور وكدمات خلال محاولتهم الهروب بالقفز والتوغل بين المساكن لتفادي الوقوع في شراك الأمن، ".. وكأننا لصوص رغم أننا جد مسالمين بدليل أن السلطات الألمانية زودتنا ببطاقة شراء نتمكن من خلالها من شراء ما نحتاجه من الضروريات، لكن القرار الأخير جاء عكس طموحاتنا وبخَّر أحلامنا التي جئنا لأجلها، تركنا وراءنا عائلات معوزة ونحن أملها لتجاوز مشاكلها اليومية مع الفقر والحاجة فرجاء لا تحرمونا من تلك الفرصة".
يشار إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل، قد طلبت من الوزير الأول عبد المالك سلّال، خلال زيارته لألمانيا يوم 12 من الشهر الجاري، "سرعة أكبر في إعادة ترحيل الجزائريين الذين رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء".