هذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية للمؤلف رحمه الله، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاث وصايا عظيمة.
الوصية الأولى: "اتق الله حيثما كنت"، وتقوى الله هي اجتناب المحارم وفعل الأوامر، هذه هي التقوى أن تفعل ما أمرك الله به إخلاصا لله واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل وتنزها عن محارم الله، مثاله تقوم بما أوجب الله عليك في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي الصلاة فتأتي بها كلمة بشروطها وأركانها وواجباتها وتكملها بالمكملات، فمن أخل بشيء من شروط الصلاة أو واجباتها فإنه لم يتق الله بل نقص من تقواه ما نقص من المأمور، والزكاة تقوى الله فيها أن تحصي جميع أموالك التي فيها الزكاة وتخرج زكاتك طيبة بها نفسك من غير بخل ولا تقتير ولا تأخير، فمن لم يفعل فإنه لم يتق الله، وفي الصيام تأتي بالصوم كما أمرت مجتنبا فيه اللغو والرفث والصخب والغيبة والنميمة وغير ذلك مما ينقص الصوم ويزيل روح الصوم ومعناه الحقيقي، وهو الصوم عما حرم الله عز وجل، وهكذا بقية الواجبات تقوم بها طاعة لله وامتثالا لأمره وإخلاصا له واتباعا لرسوله، وكذلك في المنهيات تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل حيث نهاك فانتهي.
الوصية الثانية: "أتبع السيئة الحسنة تمحها" أي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات، ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات، كما قال الله عز وجل: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"، وقال الله تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"، وكذلك الأعمال الصالحة تكفر السيئات كما ما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"، وقال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فالحسنات يذهبن السيئات"،
الوصية الثالثة: "خالق الناس بخلق حسن"، والوصيتان الأوليان في معاملة الخالق والثالثة في معاملة الخلق أن تعاملهم بخلق حسن تحمد عليه ولا تذم فيه، وذلك بطلاقة الوجه وصدق القول وحسن المخاطبة وغير ذلك من الأخلاق الحسنة، وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضل الخلق الحسن حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"، وأخبر أن أولى الناس به صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه منزلة يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا، فالأخلاق الحسنة مع كونها مسلكا حسنا في المجتمع ويكون صاحبها محبوبا إلى الناس هي فيها أجر عظيم يناله الإنسان في يوم القيامة، فاحفظ هذه الوصايا الثلاث من النبي صلى الله عليه وسلم والله الموفق
كلمات دلالية :
حديث شريف