نعم هذا هو الذي أعنيه تماماً.
نفسك أولاً ثم بقية النفوس حولك وفي محيطك القريب أو البعيد.
اهتم بنفسك وعالج مشاكلك وقدّر ذاتك وأرح نفسك وخطط لها، تكن أسعد الناس، بل ويسعد كل من حولك في كل الأزمنة والأمكنة والمواقف المتنوعة في الحياة. هذه حقيقة لابد أن نعيها جيداً وأحدنا يدير حياته.
لماذا الاهتمام بالنفس؟
لأنه أولاً ينطلق من مفهوم ديني، أي أن الله خلقك كفرد لتقوم بمهام معينة في حياتك، ثم ترحل عنها لتأتيه تارة أخرى فرداً وحيداً لا أحد معك، بل لن تهتم بأحد يومذاك، لا أب أو أم، ولا زوج أو ابن.. ستأتي يوم القيامة بمفردك لا أحد معك أو قد ينفعك.. اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
دليل واضح بيّن أنه لا أحد سينفعك حينها إن كنت مقصراً في دنياك، وربما يومها تتوسل إلى ابنك أو زوجتك أو حتى أمك أن يمنحوك بعض ما لديهم من حسنات أو تطلب منهم أن يسمعوك أو يقفوا معك لحظات تشرح لهم وضعك، فلا تجد أذناً صاغية وستراهم يهربون منك، وأنت من كنت قد بذلت الغالي والنفيس في الدنيا من أجلهم !! فالأمر يومها مختلف تماماً.
لا أعني بطبيعة الحال من هذا الحديث تجاهل الأرحام والأهل والأصدقاء، أو تنقطع صلات الرحمة وعلاقات الود والمحبة والتعاون بين الناس. لا، ليس أعني هذا أبداً. لكن ما أعنيه بدقة ووضوح، أنه بالقدر الذي نقوم في الدنيا بتعزيز علاقاتنا مع الغير ونسير في حاجاتهم، فإنه بالقدر نفسه مطلوب أن يهتم أحدنا بنفسه واحتياجاته وحياته الدنيوية أيضاً.. لماذا؟ لسبب واحد بسيط، هو أنه لن ينفعنا أحد في غدنا الأخروي، سوى أنفسنا فقط وليس أحد غيرنا، فهل الصورة واضحة؟
د. عبد الله العمادي