أعلنت قوات الجيش الوطني الشعبي أمس حالة استنفار على الحدود الجزائرية الشرقية مع 4 محافظات تونسية وهي باجة وجندوبة والكاف وسليانة، وهي مناطق غير بعيدة عن الجزائر، بعد أن أثبتت التقارير أنها مهددة فعلا بخطر داعش، الذي يستعد لإعلان إمارة تابعة لدولة الخلافة.
وحسب ما كشفت عنه مصادر "الشروق"، فإن التقرير الذي وصل إلى مصالح الاستعلامات الجزائرية، كشف أن اختيار أربع محافظات تونسية وهي باجة وجندوبة والكاف وسليانة والمهددة بخطر داعش، يرجع إلى فقر هذه المناطق أولا، ثم لتمتعها بتضاريس طبيعية مناسبة من أودية وجبال وغابات كثيفة ومنفذ على البحر، كما أنها غير بعيده عن الجزائر وقادرة على بث الرعب بالعاصمة تونس والجزائر، وهو الخيار الإستراتيجي لإعلان إمارة تابعة لدولة الخلافة.
وأشار التقرير ذاته أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة بن قردان التونسية الحدودية وإحباط محاولات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لإعلان إمارة إسلامية في المدينة ما هو إلا بداية لعمليات جديدة في تونس، سيتم تنفيذها من خلال السيطرة على إحدى المدن الحدودية مع الجزائر.
وحسب مصادر "الشروق"، فإن قوات الجيش أعلنت حالة استنفار شديد قامت بإرسال قوات من الجيش وحرس الحدود، بالتنسيق مع مروحيات عسكرية مدعومة بمدفعيات ورشاشات ثقيلة، لتباشر عملية التمشيط الواسعة النطاق خلال اليومين الأخيرين، عن طريق المسح الكلي للشريط الحدودي الشرقي، انطلاقا من العرق الشرقي الكبير بالوادي، امتدادا لجبال تيغفوف، ببئر العاتر بولاية تبسة، وذلك على مسافة 290 كلم،على امتداد جبال تيغفوف.
وفي سياق متصل، اتخذت الجهات الأمنية إجراءات جديدة في الحدود الشرقية للبلاد، من خلال التدقيق في كل حالات الدخول الإنسانية عبر الحدود الجزائرية الليبية، خوفا من أية عملية تسلل للعناصر الإرهابية، كما شددت من إجراءات التفتيش لجميع المركبات، خاصة بعد العملية الأخيرة التي قامت بها مصالح الجيش بولاية الوادي والتي أسفرت عن القضاء على ثلاثة إرهابيين خطيرين ينشطون بمنطقة الشرق الجزائري واسترجاع 6 منظومات صواريخ "ستينغر" وكمية معتبرة من الأسلحة وقاذفات صواريخ، قنابل يدوية وأحزمة ناسفة.