كشف البروفسور، سعدي بلويز، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب أن الجلطات الدماغية أصبحت تزحف نحو الفئات الشابة وتهدّدها بالشلل النصفي أو التام، بعد أن كانت تنتشر بشكل أخص لدى الأشخاص المسنين، مرجعا الأسباب إلى النظام الغذائي والقلق والضغط الكبير الذي يحياه الجزائريون.
وحسب الأرقام التي قدّمها رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب، فإن الجزائر تسجّل 50 ألف إصابة جديدة سنويا، تحتاج إلى تكفل عاجل وتدخل سريع في أربع الساعات الأولى على أكثر تقدير لإنقاذ حياة الضحية من موت محقق.
وهنا أشار البروفسور إلى انعدام وحدات متخصصة في طب الأعصاب بالعاصمة وعديد الولايات مستثنيا البليدة وقسنطينة وسطيف وتيزي وزو، واستغرب بلويز عدم تعميم هذه المصالح على بقية المناطق ما يعمّق المأساة ويرفع نسبة الضحايا.
سعدي بلويز قال إن الجلطات الدماغية تتطلب الخضوع في ظرف قصير لتحاليل وفحوص إشعاعية متسلسلة يجب أن تتوفر في مستشفى واحد، لكن للأسف هذا الأمر منعدم في بلدنا وحتى في المستشفيات الجامعية، واقع يجب أن يتغير لتفادي الكارثة.
سعدي بلويز كشف، على هامش المؤتمر المغاربي الحادي عشر لطب الأعصاب، الذي تحتضنه الجزائر للمرة الرابعة المنظم من 19 إلى 21 ماي الجاري بفندق الأوراسي، أنّ الجزائر تحتل الصدارة مغاربيا من حيث عدد المختصين في طب الأعصاب بنحو 500 مختص تليها المغرب بنحو 200 مختص وتونس بنحو 150 مختص.
وأوضح بلويز أن التصلب اللّويحي المتعدد يعد من أكثر الأمراض العصبية التي يعاني منها الجزائريون بنسبة 40 بالمائة تقريبا، حيث ينتشر لدى الأشخاص الذين يفوق سنهم 40 عاما وتعد النساء أكثر ضحاياه مقارنة بالرجال.
وطالب المختصون بضرورة إدراج الحقن لعلاج المرض في الجزائر بدلا من الاعتماد على الحبوب فقط، رغم أن الدولة تتكفل بتوفير هذا العلاج الباهظ الثمن لنحو 10 آلاف مصاب بالتصلب اللويحي المتعدد.
وعلى هامش المؤتمر المغاربي لطب الأعصاب نظّم مخبر "ميرك" يوما علميا يعني بالتقنيات الجديدة لعلاجات التصلب المتعدد، كما أعلن عن إطلاق برنامج مبتكر في الجزائر لمساعدة المرضى المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد، وأوضح كريم بن ضو رئيس "ميرك" في شمال وغرب إفريقيا أن مؤسسته ترافق وتتعاون مع 17 جمعية للمرضى في الجزائر.