إنهم الفائزون برحمة الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) .
وقال : (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ).
إن المجتمع المؤمن يجب أن يتصفَ أفرادهُ بصفة التراحم .
قال صلى الله عليه وسلم : ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى ). رواه البخاري ومسلم .
عباد الله ..
سوفَ نتذاكرُ بعضَ مجالاتِ الرحمة في مجتمعنا لعلنا نحاسبُ أنفُسنا تجاهها .
حاجتنا إلى التراحمُ في دائرة العمل :
أيها الموظفون ، في تعاملنا مع ذلك المراجع لماذا هذه القسوةِ والجفاءِ والعبوس ؟.
ماذا لو كان والدك هو الذي يراجعُ تلك المعاملة ، أتحبُ أن نتعامل معه بتلك المعاملة ؟.
ارحم المراجعين ، واحتسب الأجر في خدمتهم .
وأنت أيها المدير، ارحم موظفيك وارفق بهم ، إن فيهم المريض ، وقليلَ الخبرة ، ومن لديه ظروف نفسية وأسرية ربما جعلتُه يقصرُ في العمل .
إن الرحمةَ بهم لا تعني إهمالَ العمل ، ولكني هنا أدعوك للرحمةِ في التعاملِ معهم ونصيحتُهم بالتي هي أحسن وأن لا تتجه للعقوباتِ مباشرة .
نحن بحاجةٍ للرحمةِ في إنظارِ المعسر الذي تكالبت عليه الديون والالتزامات المالية .
يا أخي إن كنتَ محتاجاً للمال فاطلب برفق ، ولكن إذا كان لديك سعةً من المال فأنظر ذلك المعسر ، ( ومن يسر على معسر يسّر اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ).
يا صاحبَ العمارة ، لديك مستأجرين فهلاّ رحمتهم وتنازلت عن شيء من قيمة الأجار لإجل الله ، ورحمةً بذلك الرجل الذي تعلمُ ظروفه وحاجتهُ للمساعدة .
والراحمون يرحمهم الرحمن .
ما أجمل أن نتراحم في بيوتنا ..
إنني أدعوك للرحمةِ بزوجتك وعدمِ تكليفها مالا تطيق ، والتعاونُ معها على متاعبِ الحياةِ وتربيةِ الأولاد .
إن الزوجةَ تتعبُ وتحملُ وتمرُ بظروفٍ صحيةٍ وتعاني من بعض الظروف النفسية غالباً بسبب بعض ضغوطاتِ الحياة من أسرتها أو نقصِ مالها ، أو لظرفها الصحية المتقلبة .
فكن رفيقاً بها متنازلاً عن بعض حقوقك ، لعل اللهَ أن يدخلك في واسعِ رحمته .
ونحنُ الرجال بحاجةٍ إلى رحمةِ زوجاتنا بنا فالضغوط تحيطُ بنا من كل جانب ، ومصاعبِ الحياة تعاودنا كلَ فترة .
فيا فوز من كانت زوجتهُ رحيمةً به ، تُعينهُ في تعبه ، وتُحفزهُ في حياته ، ولاتتعبه في النواحي المالية .
إن الزوجَ يحبُ من زوجته أن تكونَ معه في الشدائد وليس فقط في الأسفار وأوقات الرخاء .
ومن أبواب التراحم في البيوت ..
الرحمةُ بالوالدين " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدينِ إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ".
إن والديك بحاجةٍ إلى عاطفتك إلى حنانك إلى رحمتك .
فاتق الله فيهم واحذر من كل كلمةٍ أو موقف يكون سبباً في غضبهم حتى لا تنزل بك عقوبة الله وانتقامه .
قال صلى الله عليه وسلم : (رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد).
وما أحوجنا للرحمة بأخواتنا ، فلعل بعضهنّ بحاجةٍ للمال فلا تبخل عليها ولعل الأخرى تعاني من زوجها فلعلك تقفُ بجانبها وتدخل في الصلحِ بينهما .
إن الأخت قد تفقدُ والديها فلا يبقى لها في الحياةِ إلا أنت فلا تتخلى عنها بسبب دنياك أو بسببِ زوجتك التي ربما تدعوك للقطيعة والتفرقة بينك وبين أخواتك .