فكانت النتيجة إيجابية من الجانب النظري بتسجيل هدفين وتلقي هدف واحد من تعادل وفوز أمام غامبيا وتونس على التوالي، لكن الملاحظة الأولية والشاملة التي استخلصها المختصون والمراقبون هي حاجة كتيبة بلماضي إلى عمل كبير يتعين القيام به خلال الفترة المقبلة، أي حتى انطلاق "الكان" بعد 3 أشهر كاملة. مباراة تونس وإن كانت تحضيرية، فهي هامة لغاية أمام منافس قوي على الصعيد القاري، وقد أوضح الناخب الوطني جمال بلماضي ذلك عندما قال: "لعبنا أمام تشكيلة متميزة جدا، هو منتخب جيد للغاية وواحد من أقوى فرق القارة. الآن يتوجب علينا الالتفات للمرحلة المقبلة من التحضيرات، سنخوض لقاءات أخرى قبل الكان، ستكون فرصة لرؤية لاعبين آخرين وكذا الإعداد المثالي لتلك المسابقة".
خط وسط الميدان كان بعيدا عن تحقيق الرضا
من بين الخطوط التي لم تكن مرضية مثلما كان عليه الحال في مناسبات أخيرة، كان خط وسط الميدان دون المستوى. كرات كثيرة أهدرت والتحركات كانت بطيلة للغاية، دون إغفال الجانب الدفاعي المنهك والذي مكن التونسيين من الاستفادة من المساحات الواسعة وخلق كثير من الفرص الخطيرة، علاوة على ذلك، لجأ الناخب الوطني في مرحلة ما إلى إقحام محمد بن خماسة كلاعب وسط متقدم "سونتينال" لمحاولة وقف الخطورة التونسية، كما لجأ قبلها إلى الدفع بـ مهدي عبيد لدعم الوسط ولو أن ذلك كان بعد إصابة فيكتور لكحل، لكن الحركية على مستوى ذلك الخط تحديدا كانت بعيدة جدا عن المطلوب، كما لا يمكن أيضا إغفال الظهور الباهت لثنائي الوسط سفير تايدر وسفيان فغولي في جل فترات المباراة لعدم وجود انسجام بينهما، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن فغولي لاعب رواق في الأساس وقد يجد صعوبة كبيرة في تأدية مهمة حامل الرقم 6.
مكانة بن طالب واضحة ومن الواجب الاستفادة منه
وينضح جليا أن المنتخب الوطني يحتاج إلى كفاءات ذات تكوين جيد وتجربة كبيرة، وهو ما يقودنا إلى اسم نبيل بن طالب، فحضور نجم شالك 04 بات أكثر من ضروري بغض النظر عن الملاحظات السلبية التي دُونت حوله بعد ظهوره الضعيف في كوتونو أمام البنين، فمن الجانب الفني يمكن إيجاد أعذار بالنسبة للاعب الذي مر في فترة سابقة ببعض المطبات مع ناديه، لكن في الأصل لا يمكن إنكار قيمة ذلك اللاعب على مستوى خط وسط الميدان وهو الذي حمل ألوان توتنهام الإنجليزي وكان واحدا من أبرز النجوم في إنجلترا خلال فترة ما، لذا أصبح من واجب الطاقم الفني للمنتخب العمل على إعادة بن طالب الحقيقي والذي سطع نجمه مع المنتخب قبل 3 و4 سنوات من الآن.
كان فوزا معنوياَ وفقط
وبالعودة إلى مباراة تونس، فالفوز رافع للمعنويات دون شك خاصة وأن "الخضر" مروا بتجارب فاشلة خلال السنوات الأخيرة خلال مواجهاتهم للنسور، لكن يجب ألا ننخدع بالفوز، فالعمل لازال كبيرا ومن واجب الجميع حاليا التكاتف من أجل الوقوف على النقاص والسلبيات لأجل تصحيحها، ليكون بلماضي مدعوا في الأسابيع والأشهر المقبلة لتسطير خطط نفسية وتكتيكية تساعده على بناء فريقه على مختلف الأصعدة حتى يكون جاهزا لمواجهات وعقبات من أعلى مستوى، وعلينا أيضا أن نعي جيدا أن المنتخب الوطني يفتقد إلى روح "البطل" وسيدخل "كان" مصر وهو المنتخب الذي يغيب عن سدة المتوجين منذ 29 سنة كاملة.
كلمات دلالية :
بلماضي. المنتخب الوطني.