وكانت النيابة العامة قد أسندت للمتهم جناية الاعتداء المفضي للموت دون قصد إحداث القتل وتحت تأثير المشروبات الكحولية، إذ قام بتوجيه لكمة إلى يمين أسفل رأس المجني عليه وأعلى عنقه خلف الأذن اليمنى فسبب له نزيفا دماغيا تحت الغشاء المغلف للدماغ (الغشاء العنكبوتي) وكدمات على مقدمة الرأس والحاجب الأيسر والأنف وكسر بالعظم الأنفي، ما أدى إلى موته دون قصد إزهاق روحه، مطالبة بإيقاع أشد عقوبة على المتهم طبقا لمواد الاتهام.
وأكد الشاهد الأول بتحقيقات النيابة العامة، أنه شاهد المتهم يتحدث لموظفة الاستقبال بالفندق الذي يقطن به مع 15 زميل عمل من الجنسية المكسيكية، وكان في حالة غير طبيعية، ولم تكن الموظفة تفهم ما يقوله كونه كان يحدثها باللغة الإسبانية.
وقال الشاهد إنه توجه إليه لفهم ما يريده، حيث أفاد المتهم بوقوع مشكلات بينه وبين المجني عليه الذي كان يقطن معه في الغرفة 312 منذ وصوله إلى الدولة، وذكر الجاني له أن المجني عليه حاول الاعتداء عليه، ولكنه رد الاعتداء من خلال لكمه واحده فسقط على الأرض مغمى عليه.
وأضاف الشاهد أنه توجه معه إلى غرفتهما، ليجد المجني عليه ملقى على وجهه دون حراك، وتسيل الدماء من وجهه ولديه كدمة كبيرة على عينه اليسرى، فذهب لزملائه في العمل في الغرفة 310 لطلب المساعدة، مؤكدا أن الجاني كان في حالة سكر واضح لدرجة أنه بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه.
وبين الشاهد الثاني والثالث أنهما كانا يحتسيان المشروبات الكحولية مع المتهم والمجني عليه، وبعد نفاد المشروبات الكحولية طلب المتهم من المجني عليه مرافقته للذهاب وإحضار كمية من المشروبات الكحولية فوافق، وبعد شرائهما المشروبات الكحولية وأثناء تناولهم لها حدث نقاش بين المتهم والمجني عليه حول من الأفضل في العمل وممارسة الرياضة، ولكن مع مرور الوقت اشتد النقاش بينهما فحاول هو وزميله فض الاشتباك بينهم، وفي هذه الأثناء سكب المتهم كأسا من المشروبات الكحولية الذي كان يحمله على المجني عليه، فغضب الأخير، وازداد النقاش بينهما مرة أخرى حتى وصلا إلى التلاسن بالكلام فقط.
وقال الشاهدان إنهما في تلك الأثناء غادرا واحدا تلو الآخر، ومكثا في غرفتهما رقم 310، حتى دق بابهم المتهم بعد نحو 10 دقائق من تركه فلم يقوما بفتح الباب له كونه في حال سكر شديد، فأنصرف ثم عاد مع الشاهد الأول وقص عليهم ما حدث، فقاموا بزيارة الغرفة رقم 312 ووجدوا المجني عليه ملقى على وجهه في أرضية الغرفة.
وبحسب الشاهد الثاني والثالث، فإن المتهم أخبرهم بأنه ضرب المجني عليه إثر قيامه بمحاولة الاعتداء عليه، ثم حضرت سيارة الإسعاف والشرطة، فيما أشار الشاهد الثالث إلى أنه علم من بعض زملائه بأن المتهم ملاكم هاو ويتدرب على الملاكمة في المكسيك.
وخلص تقرير الطب الشرعي إلى أن المجني عليه توفي بسبب نزيف دماغي أصاب الغشاء المغلف للدماغ (الغشاء العنكبوتي)، موضحا أن الكدم الموصوف على يمين أسفل الرأس وأعلى العنق خلف الأذن اليمنى ينشأ عن إصابة قوية راضه على هذه المنطقة، ويتماشى مع اللكم بقبضة اليد، وهي نتيجة للنزيف الدماغي، كما أن الكدمات الموصوفة على مقدمة الرأس والحاجب الأيسر والأنف والكسر بالعظم الأنفي يمكن أن تنشأ جميعها من السقوط على الأرض دون اتقاء السقطة باليدين، ويمكن أن تكون السقطة ترتبت على اللكمة التي تلقاها المجني عليه والنزيف الدماغي الذي ترتب عليها.