ترى أوساط مراقبة، أنه لا ينبغي تضخيم وتهويل العملية الإرهابية التي استهدفت مجموعة من رجال الجيش بضواحي تيزي وزو، حتى لا تفسّر بطريقة خاطئة ووهمية، أو تستغلّ في تأويلات مغرضة، على اعتبار أن الاعتداء، الذي نفذه التنظيم الإرهابي، جاء ثلاثة أيام فقط بعد موعد الانتخابات الرئاسية، وتزامن كذلك، مع ذكرى الربيع الأمازيغي الذي تحتفل به منطقة القبائل.
يؤكد خبراء أمنيون أن العملية الإرهابية الأخيرة، من بين أهدافها لفت الانتباه والسعي إلى التشويش على الرأي العام، بعد الحصيلة التي حققتها قوات الجيش خاصة بالمنطقة، في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تمّ القضاء خلال فترات متقاربة على 37 إرهابيا بينهم 22 إرهابيا خلال شهر مارس المنصرم.
وبالعودة إلى الجريمة التي نفذها إرهابيون، أول أمس، ببني ينـّي، يبقى محور بومرداس- تيزي وزو- البويرة، حسب ما يؤكده تشخيص وزارة الدفاع الوطني، المنطقة التي أحصت "نتائج أكثر إيجابية" خلال الثلاثة أشهر الأولى، حيث تمّ القضاء على 21 إرهابيا، بينهم محسوبون على "النواة الصلبة" للتنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وتبعا لهذا التشخيص، فإن التنظيم المسلح الذي يقوده المدعو "عبد المالك درودكال"، يهدف برأي متابعين، إلى محاربة اليأس والارتباك في صفوف عناصره ومحاولة فكّ الخناق المفروض عليهم من طرف القوات الأمنية المشتركة، منذ عدّة أشهر بهذه المنطقة التي مازالت مصنـّفة ضمن آخر معاقل الجماعات الإرهابية.
ويؤكد مراقبون، أن "الرأس المدبّرة" للإرهابيين تبحث عن "صدى إعلامي" وماركتينغ يتسلـّلون به إلى الواجهة، حتى وإن كانت نتائج وأرقام عمليات مكافحة الإرهاب، من طرف قوات الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية، تؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ، أن بقايا التنظيمات الإرهابية أصبحت محاصرة في الزاوية الحادة، نتيجة تضحيات "وليدات الشعب" من الجيش والأمن والدرك والشرطة والحرس البلدي والباتريوت وكلّ "الرجال الواقفين"، وكذا تعريتها وعزلها بميثاق السلم والمصالحة، الذي استفاد من خلاله آلاف المسلحين "المغرّر بهم" ممّن اعترفوا وندموا ووضعوا السلاح وعادوا إلى المجتمع.
وبالعودة إلى المعطيات المتوفرة، فإن اعتداء بني ينـّي، هو حسب ملاحظين، مجرّد عملية معزولة، وإن كانت استعراضية وانتقامية، الغرض منها التسلـّل إلى واجهة الأحداث ومحاولة إثارة الهلع، خاصة على شاشات واستوديوهات القنوات الأجنبية، المتعوّدة على التغليط والإثارة بصبّ البنزين على النار وتقليب المواجع عندما يتعلق الأمر بالتعاطي مع الأخبار القادمة من الجزائر.
وبحسب متابعين عايشوا سنوات "المأساة الوطنية"، لا يُمكن لفلول الإرهاب أن تنجح في إعادة الخوف إلى نفوس المواطنين بمحاولات يائسة بائسة، أكدت التجربة المريرة مع الإرهاب، أنها لن تزيد الجيش وشعبه إلاّ إصرارا على التصدّي والمقاومة لضمان الأمن والاستقرار.
كلمات دلالية :
الجزائر