تبيانٌ للمعاني الجليلة الّتي يَحتاجُها كلُّ مسلم ومسلمة؛ ليَفهم وظيفته في هذه الدّنيا، والملخَّصة في التّزكية والابتِعاد عن الأعمال المسبِّبة للشّقاوة؛ لأنّها مصدر العناء في الدّنيا والآخِرَة، وهذا دستورٌ ربّاني بيَّنَه ربُّنا في الكتب السّابقة منذ عهد سيّدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السّلام. روى الإمام أحمد عن علي رضِي اللّه عنْه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يُحبُّ هذه السّورة: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وفي صحيح مسلم أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في العيدَيْن ويوم الجمعة بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، وربّما اجتَمَعا في يومٍ واحد فقرأهما”. تتحدّث السّورة عن الخلق والتّسوية، والتّقدير والهداية، وإخراج المَرعى وأطواره؛ تمهيدًا للحديث عن الذِّكر والآخرة، والحساب والجزاء والصُّحُف السَّوالِف، ولكن مِن خلال الملاحظة المتأنِّية في أجزاء السّورة الكريمة نستشفُّ دروسًا بيانيَّة خمسة تُرسِلها السورة للقارئ المتبصِّر، والمدقِّق المتدبِّر، ليقف عند كلِّ حرف وكلمة وجملة فيها، فيُظهِر له ذلك التناسُقُ البَديع والمُعجِز بينها كلّها جمالاً في العبارة، وجمالًا في المعنى، وجمالًا فيهما معًا. فالأوّل تسبيح وتنزيه للعليّ القدير، والثاني البُشرَى بحِفظ القرآن الكريم، والثالث بين التّيسير والتّذكير، والرّابع الآخِرة خير وأبْقى، والخامس عَراقة الدّعوة ووحدة الرِّسالة.
كلمات دلالية :
سورة الأعلى