ولأننا نعيش في وسط أو مجتمع بشري يعمل فيه الناس، فلا بد أن تقع الأخطاء، ولابد أن يُخطئ من يعمل، وهذه حقيقة لا يتجادل أو يختلف إتنان عليها، فالأصل أن كل فرد في المجتمع يؤدي عمله بكل أمانة وجد واجتهاد، ووفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية جلية محكمة، فإن وقعت أخطاء من أي فرد فلا بأس بذلك؛ لأن المهم ها هنا أن الكل يعمل ويحاول ويبذل الجهد ويتخذ الأسباب من أجل إتمام العمل المطلوب على أكمل وجه، وإلى هنا لا توجد أي مشكلات حقيقية، لكن المشكلة الحقيقة تظهر جلياً حين يبدأ المخطئ بإعداد العدة لأجل أن يدافع عن نفسه، رغم علمه بالخطأ وأنه مخطئ لا ريب في ذلك ، لكنه مع ذلك، ولقناعات عنده وحسابات أخرى يعلمها هو دون غيره، تجده يحاول التنصل والتبرير والدفاع إلى آخر نفس فيه أو قطرة دم في معركته، إن صح وجاز لنا التعبير، ويظل يجادل ويتنقل في مواقع الدفاع، من موقع التبرير إلى الجدال، ومن ثم إلى المراء حتى ينتهي به الأمر إلى العناد، وما ينتج عن ذاك العناد من تأثيرات غالباً تكون سلبية، على نفسه ومن حوله والموقع الذي هو فيه، وتتسع الدوائر بحسب أهمية ومكانة ونفوذ الشخص، إن الأخطاء لا تخدش التقوى، كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وإن القيادات العظيمة ليست معصومة، ولا يهز مكانتها أن تجيء النتائج عكس تقديراتها.. إنما الذي يطيح بالمكانة هو تجاهل الخطأ ونقله من الأمس إلى اليوم وإلى الغد.
كلمات دلالية :
الأخطاء لا تخدش التقـوى