الجواب:
أبشر بتوبتك هذه، واعلم أن الله دعا عباده جميعا إلى التوبة، وليس المذنبون منهم فقط، فالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة كما في رواية البخاري وعند الإمام مسلم أنه كان يستغفر الله في اليوم مائة مرة. ولقد جاء إلى النبي صلى الله فليه وسلم رجل، فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها، ولم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة (المعصية الكبيرة ) إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم قال: الله أكبر فما زال الرجل يكبِّر حتى توارى.. قال ابن القيم رحمه الله: "للتوبة المقبولة علامات منها:
1- أن يكون ما بعد التوبة خيراً مما قبلها.
2- ومنها أنه لا يزال الخوف مصاحبا له لا يأمن مكر الله طرفة عين.
3- ومنها انخلاع القلب ندما وخوفا.
4 - ومن موجبات التوبة الصحيحة أيضا كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا، وقال رحمه الله: إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له أبواب التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار و الاستعانة به. وصدق الالتجاء إليه، ودوام التضرع والتقرب إليه. فهذه العلامات بعد أن تحقق -أخي الكريم- شروط التوبة الخمسة، وهي:
الشرط الأول: الإخلاص - وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل.
الثاني: الإقلاع عن الذنب.
الثالث: الندم على فعله.
الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حالة الغرغرة عند الموت.