وإحتفلت الجماهير الكوبية التي احتشدت لحضور المباراة التي أقيمت بالعاصمة الكوبية هافانا، لمشاهدة أول فريق رياضي أمريكي محترف يزور كوبا منذ إنفراج الأزمة بين البلدين، حيث هتفت لكلا الفريقين، وصفقت بحرارة للنشيدين الوطنيين لكوبا والولايات المتحدة، وأخذت العلاقات الثنائية بين الغريمين السابقين الولايات المتحدة وكوبا مسارا آخر، بعدما استضافت العاصمة الكوبية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء المباراة التاريخية التي شهدت أول زيارة لإحدى الأندية الأمريكية لكوبا بعد فترة انقطاع استمرت عقود طويلة، ولم تكن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها فريق نيويورك إلى كوبا، بعدما سبق له خوض مباراة استعراضية هناك في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان يضم وقتها عددا من نجوم الكرة العالميين أبرزهم القيصر الألماني فرانز بيكنباور.
كما زار فريق شيكاغو ستينج لكرة القدم البلد الكاريبي منذ 37 عاما، قبل أن يخوض فريق بالتيمور أوريولز للبيسبول مباراة أيضا في كوبا عام 1999، وأعرب العديد من المشجعين الكوبيين عن سعادتهم البالغة بمشاهدة نجوم كرة القدم الأمريكيين، وصرح مشجع يدعى مانويل دياز قبل انطلاق المباراة: "إنه أمر مثير للغاية لأنها الفرصة الوحيدة بالنسبة لي لمشاهدة أبرز نجوم الكرة العالميين"، وأحضر المشجع الذي يبلغ من العمر 52 عاما علما أمريكيا إلى الملعب وكتب عليه: "إنني أحب الرياضة الأمريكية"، وهو أمر لم يكن من الوارد حدوثه منذ سنوات قليلة عندما كان الصراع قد بلغ مداه بين الدولتين، وكانت المفاجأة السعيدة التي أعدها نيويورك كوزموس للجماهير الكوبية هي حضور أسطورة الكرة البرازيلي بيلي، الرئيس الفخري للنادي الأمريكي، الذي هتفت له الجماهير بحرارة قبل المباراة.
كما خاض الفريق الأمريكي المباراة بكامل نجومه وفي مقدمتهم راؤول غونزاليس نجم فريق ريال مدريد الإسباني السابق وهو ما أضفى البهجة على وجوه الجماهير المتابعة للمباراة، وبدا الحماس ظاهرا أيضا على أحاديث مسؤولي نيويورك كوزموس حيث صرح توماس فرايهمكي مسؤول بالنادي الأمريكي "لقد حان الوقت" لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، وأضاف: "إن شعبي البلدين على وفاق، ولكن الحكومات هي التي تتسبب في خلق المشاكل". وبدت العداوة مستحكمة بين الولايات المتحدة وكوبا لأكثر من 50 عاما، قبل أن يعلن الطرفان في ديسمبر الماضي تطبيع العلاقات بينهما.
كلمات دلالية :
كوبا.