أن رجلاً من الصالحين من عرض له وزير من وزراء بني العباس-
فحكم عليه بالسجن وبالتعذيب الجسدي، وذهب الوزير لينام قبل أن ينفذ هذا الحكم فكان الوزير يرى في منامه امرأة عجوز تشير أمامه بقطعة خبز تدافع بها عن هذا الرجل الصالح فيقوم من منامه خائفاً فزعاً واستمر الأمر ثلاثة أيام لم يذق طعم النوم فاستدعى الرجل وقال: أسألك بالله ! أن تصدقني .. بعدما حكمت عليك وأودعتك السجن وأردت أن أنفذ عليك العقوبة رأيت كأن عجوزاً تحول بيني وبينك برغيف وكأنك جالس هناك،
قال: أما وقد سألتني فو الله ما نمت ليلة إلا وقرص خبز عند رأسي كانت تصنعه أمي وتجعله عند رأسي، فإذا أتى الصباح تصدقت به على مسكين ، فلما كبرت وحضر أمي الموت، قالت: يا بني! لا تترك الوصية، قلت: ماذا؟
قالت: هذا الرغيف لا تتركه أبداً، اصنع رغيفاً واجعله عند رأسك وأعطه المساكين، فإن الله يمنعك [فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ] ..
قال: فو الله ما مرت عليَّ ليلة وأردت أن أنام إلا ووضعت هذا الرغيف عند رأسي قال الوزير: والله لا تمسك مني عقوبة أبداً، ثم عفا عنه ...