من حرمها فقد حرم خيراً كثيراً فلماذا لا نكثر فيها من قراءة القرآن والذكر والصدقة وإخراج الزكاة والاعتكاف في المساجد وصلاة التراويح و صلاة القيام تقول عائشة رضي الله عنها عنه : (كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) وكان يقوم الليل حتى تتفطر، قدماه فترحم عائشة هذا الجهد منه، وتقول له: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فيرد عليها ويقول : (أَفَلَا أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا) وفي هذه العشر ليلة القدر وهي خيرٌ من ألف شهر من قامها نال خيراً كثيرا قال صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) إن شرف المؤمن وعزه واستغناءه عن الناس لا يكون في ماله مهما كثر ولا في جاهه ومنصبه مهما علا إنما يكون في قيام الليل قال صلى الله عليه وسلم : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس} إنه .. عندما تطلب العزة من غير مصدرها فلن يكون هناك إلا الذل والهوان وعندما يطلب الشرف والرفعة والمكانة العالية من غير وجهتها الصحيحة فلن تكون هناك إلا الوضاعة والدناءة وأمة الإسلام اليوم أفراداً وشعوباً وحكومات يجب أن تعود لعزتها وريادتها وقيادتها لهذا العالم ولن يكون هذا إلا بعبودية الله والخضوع والتسليم لحكمه والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وتربية الروح قبل الجسد وإقامة الدين في جميع مجالات الحياة .. لنجعل من العشر الأواخر من رمضان نقطة انطلاق لتربية الروح وتقوية الصلة بالله رب العالمين وبالعزم على الاستقامة والثبات على الحق والخير ... اللهم إنا نسألك الاستقامة على الهدى والثبات على الحق والتوفيق لكل خير.