يحضر أولياء "الحراڤة" المفقودين، بعنابة، للذهاب بعيدا بشأن قضية أبنائهم المفقودين، عقب رحلات هجرة غير شرعية خلال السنوات الممتدة ما بين عام 2007 و2010، وتمكن المعنيون خلال السنوات الأخيرة، والمحاولات التي قاموا بها للبحث والتفتيش عن أبنائهم، ما بين الجزائر وتونس ومالطا وايطاليا، من جمع عدة معلومات ووثائق تتبث بالدليل بأن العشرات من الحراڤة التي تدعي السلطات بأنهم يكونون قد فقدوا في عرض البحر بعد رحلات حرڤة فاشلة حاولوا تنفيذها لبلوغ الضفة الأخرى من المتوسط، لم يكن مصيرهم كذلك.
وتشير بعض المعطيات، أن هؤلاء الحراڤة انتهى المطاف بالكثير منهم بين أيدي البوليسالتونسي في زمن الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، الذي زج بهم في السجون التونسيةبدون محاكمة بتهم تتعلق بالمساس بأمن الدولة والتخطيط لهجمات إرهابية والتجسسوغيرها من التهم التي وضعتهم في غياهب السجون لسنوات طويلة من دون محاكمة ومندون عنوان.
وقال رئيس جمعية المفقودين الحراڤة، كمال بلعابد لـ"الشروق"، أحد أولياء الحراڤة، بأنهمجمعوا الكثير من الوثائق والشهادات حتى من تونسيين في حد ذاتهم مفادها بأن المفقودينفي مجموعة ماي 2007، وأكتوبر 2008، وغيرهم متواجدون لحد اليوم بمختلف السجونالتونسية، وبأنهم كأولياء تهيكلوا في إطار نظامي قاموا من خلاله برفع عريضة شكوى ضدالنظام التونسي، مطالبين بفتح تحقيق في ملف اختفاء أبنائهم.
وأمر المجلس التأسيسي التونسي منذ شهر بتكليف لجنة الحقيقة والكرامة بالتحقيق والنبشفي هذه القضية الغامضة، وأضاف بلعابد بأنهم يحوزون حاليا على الوثائق القاعدية لـ152حراڤ مفقود منذ عام 2007، أغلبهم تبين دخولهم وتواجدهم على الأراضي التونسيةبطريقة أو بأخرى، وأنه عقب كل المحاولات التي قاموا بها للوصول إلى الحقيقة بشأن فلذاتأكبادهم، والتي باء أغلبها بالفشل بسبب عدم تجاوب السلطات الحكومية للبلدين وعدمتقديمها يد المساعدة، قرروا التصعيد بوقفات احتجاجية أمام كل من القنصيلة التونسية بعنابةبالجزائر، قبل التوجه إلى تونس للاحتجاج أمام مقر السفارة الجزائرية بتونس ونقل الحركةالاحتجاجية إلى كل من مقر المجلس التأسيسي ومبنى وزارة العدل ووزارة الداخلية، والتفكيرفي تنظيم وقفة احتجاجية سلمية أمام قصر قرطاج الرئاسي، وفي حال فشل كل هذهالمساعي، فإن أولياء الحراڤة المفقودون يستعدون حسب المتحدث لـ"تدويل" قضية أبنائهمالمفقودين أمام المحاكم والهيئات الدولية على غرار محكمة لاهاي، ومنظمة الأمم المتحدة،وشرعوا في التحضير لذلك من خلال تكليف محامين أكفاء للقيام بهذه العملية.
كلمات دلالية :
عائلات الحرّاقة المفقودين